ماذا فعل بنا هذا الجني الصغير الهاتف حسن_نسيم_عطوي الهاتف وتأثيره علينا 香港

رغم صغرِ حجمِه استطاع هذا المحمول أن يقفزَ بنا الى عالمٍ آخر منذ بداية التسعينات الى اليوم استطاع أن يقربَ البعيد وأن يؤمّن لنا سرعة تداول المعلومات نقلها استطاع أن يسهلَ العمليات الأمنية كما أن له دورٌ كبير ومهم في حل الجرائم المعقدة، كما أنه يساعدُنا اليوم في تسهيل عملياتِنا المصرفية غيرها .. حتى أصبح جزءً لا يتجزء من حياتنا اليومية لكن، وكلُ شيءٍ زاد عن حدِه نقص وسقط وقتل .. وكم من شهيد جاء قدره حين رأت زوجته هاتفه الجميل.. زارني صديقي ذات يوم وصل على الباب وسارعت في استقباله وهنا كان يريد أن يخلعَ حذائَه ليدخل، ولكن قلت نحن هنا لا نخلع أحذيتنا يا صديقي بل نخلع هواتفَنا ونضعها في المكان المخصص قبل الدخول . وهناك ما نراه كلَ يوم عن بعض الشباب الذين يتجمعون في المقاهى ولكن دون محتوى فالكل ينظر الى هاتفه ولا احد يكلّم الآخر وهناك الكثير من التطبيقات التي قلبت حياتَنا رأسا على عقِب والتي أخرجت التافهين والهابطين من جحورهم ماذا فعل بنا هذا الجني الصغير الذي لا بد منه . ارهقنا و اتعبنا وفرق العائلات حتى أصبحت مشتتة رغم وجودها في بيت واحد . جردنا من مشاعرنا وسيطر عليها حتى صرنا ننظر له صباحا قبل أن ننظر الى شمسنا قبل أن ننظر الى اطفالِنا وفي المساء أصبح قمرَنا الذي لا يغيب عن عيوننا قبل النوم أصبح ذاكرتَنا المهجنة و طريقَنا الذي نسلُكُه دون تردد اذا استخدمناه بحكمة يفيد كثيرا واذا استخدمناه لضياع الوقت يهينك كثيراً يجردك من شخصيتك ومجتمعك في أرض الواقع نعم نحن نشتاق لإعادة مساحة الوقت الذي أخذه هذا المحمول نحن بحاجة لإسترجاع عَلاقتِنا الاجتماعية الواقعية الذي دمرها هذا المحمول نحن بحاجة لتوجيه ما تبقى فينا وتوجيه اجيالنَا لتحذيرهِم من سلبيات استخدامه. أعزائي .. عززوا وجودَكم في أرض الواقع واصنعوا لاجيالِكم القادمة الذكريات قبل أن تصنعها لهم هواتفِهِم وقبل أن يصبحون هواتف بشرية بشريحة مزروعة تحت جلودِهِم. شكرا لكم . ملاحظة : الحقوق محفوظة وهذا المحتوى حصري

Category